يعتبر توطين المواقع الإلكترونية الخيار الأهم للشركات والمؤسسات الباحثة عن التوسعات الإقليمية والعالمية.
فمع تطور التقنيات الحديثة ودخول التجارة العالمية حيز التسوق الإلكتروني والزمن الرقمي، سعت معظم الشركات الكبرى إلى غزو مناطق جديدة على خارطة العالم، وهذا من خلال التسوق الإلكتروني والتجارة الإلكترونية.
إذا أردنا تعريف توطين المواقع الإلكترونية (Website Localization) يمكننا القول إنه عملية تكييف وتعديل محتوى الموقع ليصبح مناسبًا للغة والثقافة والمعايير المحلية والعادات والتقاليد وتفضيلات الجمهور المستهدَف في دولة أو منطقة معينة.
الفكرة لا تتعلق فقط بترجمة النصوص، بل تتضمن أيضًا تعديلات على تصميم الموقع، والصور، والعملات، والوحدات الزمنية، والألوان، والمراجع الثقافية بحيث يبدو الموقع وكأنه صُمّم خصيصًا للجمهور المحلي.
هناك اختلاف بين ترجمة الموقع الإلكتروني وتوطين الموقع الإلكتروني، ولكي تتضح الصورة أكثر يمكننا أن نقول: إن ترجمة الموقع الإلكتروني هي جزء أولي من التوطين، حيث يتم تحويل النصوص ومقاطع الفيديو أو الصوت وغيرها من الوسائط من لغة إلى لغة أخرى، أما التوطين فإنه يتجاوز حدود اللغة، حيث يأخذ في عين الاعتبار الجمهور وتجربته الشاملة واستجابته الحقيقية والفاعلة مع الموقع، فهو مسؤول بشكل كامل عن تحويل الموقع إلى موقع محلي يراعي القواعد العامة للدولة واللغة المستهدَفة والثقافة الجماهيرية، ويراعي التعبيرات والانطباع العام للجمهور، مثل: الحزن والفرح والدعابة، ويمتد هذا التوطين ليشمل الحملات التسويقية والإعلانية.
يمكنك الاطلاع علي تفاصيل أكثر من خلال مقال: ما الفرق بين الترجمة والتوطين؟
إن أهم النقاط التي يساهم فيها توطين المواقع الإلكترونية هي وصول الشركات إلى أسواق جديدة في مناطق جديدة، واستهداف جمهور مختلف اللغات والمشارب الثقافية والمجتمعية.
كما يساعد توطين المواقع الإلكترونية بشكل واضح في تحسين محركات البحث (SEO) لظهور المواقع الخاصة بهذه الشركات على صفحات الإنترنت بشكل أكبر، ومن ثم زيادة المبيعات.
ويوفر توطين المواقع الإلكترونية العديد من التفاصيل الخاصة بالمنتجات والخدمات المعروضة على الموقع ليصل إليها العملاء دون عَناء، وهذا يزيد من رضا العملاء في السوق وإزالة الحواجز اللغوية التي تقف مانعًا بين العملاء ومنتجات الموقع الإلكتروني.
تأخذ عملية التوطين في عين الاعتبار جودة التقنيات في الموقع من توفير وسائل الدفع باللغة المستهدَفة، وتبسيط عمليات الشراء داخل الموقع لتكون تجربة العملاء سهلة وبسيطة على الموقع الإلكتروني، فمن المعروف أن العملاء يبحثون عن تجربة استخدام بسيطة تمكِّنهم من التصفح والشراء بلا مشكلات وبطريقة سهلة غير معقدة.
احصل على خدمات توطين اللغة من "مترجمون" بدقة واحترافية ومعايير جودة صارمة
يمكننا في البداية أن نقسِّم المواقع الإلكترونية حسب نشاط الشركة صاحبة الموقع وطبيعة عملها وجمهورها المستهدف إلى ما يلي:
وتعتبر هذه المواقع الإلكترونية متخصصة في تقديم الخدمات الثقافية والصحافية والرياضية والاجتماعية وغيرها، كما تقدم حلولًا لغوية وفكرية وثقافية وخدمية للجمهور والشركات أحيانًا، فهي تُعنى بتقديم الخدمات المتعددة مع تنوعها واختلافها، وفي الغالب يستهدِف هذا النوع الشركات (B to B).
وهناك أيضًا شِقّ التطبيقات الإلكترونية، فهو اتجاه مهم جدًّا يتجه إليه أصحاب الشركات والمؤسسات التي تمتلك مواقع إلكترونية للخدمات والحلول، فهم بالإضافة إلى الموقع الإلكتروني يقومون بعمل تطبيق إلكتروني موازٍ للموقع الإلكتروني ليسهِّل تجربة العملاء والشركات التي تستهدِف التعاون.
وتخاطب هذه المواقع الإلكترونية العملاء بشكل مباشر عن طريق عرض المنتجات الاستهلاكية بغرض البيع المباشر في أغلب الأحيان، فهي تقدم منتجات وسلعًا بقصد الاستهلاك من الجمهور العام، ولا تستهدف الشركات أو المؤسسات بشكل مباشر على الرغم من احتمالية وجودها كعملاء محتملين، ولكنها في الغالب تستهدف العملاء بشكل مباشر (B to C).
لا نغفل عن التطبيقات أيضًا، فهذه الشركات والمؤسسات التي تنشئ مواقع إلكترونية بغرض البيع المباشر بتقديم منتجات وسلع استهلاكية تنشئ أيضًا تطبيقات إلكترونية لتسهيل عملية الشراء وجعل تجربة المستهلكين أسهل وأفضل، فإن العملاء يجدون التطبيقات أسهل استخدامًا، ولذلك يجب على الشركات الاهتمام بترجمة التطبيقات بطريقة احترافية تتيح تجربة مميزة للعملاء داخلها وتسهل عملية الشراء.
يمكنك قراءة مقال: التوطين التسويقي، كيف ترتقي إلى توقعات المستهلك؟
لا يوجد فرق كبير في إستراتيجية توطين التطبيقات وتوطين محتوى الويب؛ لأن الهدف في الحالتين يكون واحدًا، وهو تكييف تطبيق ما ليتناسب مع لغة وثقافة سوق معينة وتفضيلات الجمهور المستهدَف
ووعيه ومعاييره اللغوية والاجتماعية. فيتجاوز التوطين مجرد ترجمة النصوص، بل يشمل تعديل العناصر المرئية والصوتية والتسويقية لتلبية توقعات المستخدمين المحليين.
ويساعد توطين التطبيقات وتوطين محتوى الويب الشركات على توسيع نِطاق عملائها وزيادة مبيعاتهم في أسواق جديدة.
فعندما يكون التطبيق ملائمًا ثقافيًّا ولغويًّا فإنه يزيد من ثقة المستخدمين بالعلامة التجارية.
وتوفر التطبيقات الموطَّنة تجربة مستخدم أفضل، ما يؤدي إلى زيادة الرضا والولاء. وفي الأسواق العالمية، يعد التوطين عاملًا تفاضليًّا وتنافسيًّا مهمًّا.
تمر عملية توطين محتوى الويب بعدة مراحل لكي يخرج الموقع الإلكتروني أو التطبيق بالصورة النهائية التي يتصفحها العميل، وتتم هذه المراحل باحترافية وإتقان داخل شركات الترجمة والتوطين المتخصصة، وتتلخص مراحل توطين محتوى الويب في:
1. تحليل الجمهور المستهدَف (تفضيلاته، وعيه، ثقافته، معاييره المجتمعية).
2. إنشاء خطة التوطين.
3. الترجمة الثقافية للمحتوى.
4. تعديل التصميم والواجهة بما يتناسب مع التفضيلات المحلية.
5. تكييف المحتوى المرئي.
6. اختبارات تجربة المستخدم (UX).
7. الامتثال للقوانين المحلية.
8. إطلاق الموقع ومتابعة الأداء.
9. التحديث المستمر بناء على الآراء المرجعية.
لمعرفة معلومات أكثر تفصيلًا عن مراحل التوطين في شركة "مترجمون" اطلع على هذا المقال: 9 مراحل للتوطين في شركة "مترجمون".
مما لا شك فيه أن التحقق من جودة توطين محتوى الويب وتوطين المنتجات هو عملية مستمرة تتطلب اختبارًا دقيقًا للتأكد من أن المحتوى والتصميم يعكسان احتياجات وتوقعات وتفضيلات الجمهور المستهدَف بشكل مثالي، وهذا يقوم على عدة عوامل واختبارات يمكن إجراؤها، ومنها:
حيث يتم اختبار الموقع مع عينة من الجمهور المحلي للتأكد من أن المحتوى والتصميم ينسجمان مع توقعاتهم وتفضيلاتهم الثقافية واللغوية والاجتماعية.
كما يقيِّم المستخدمون جوانب مختلفة، مثل: سهولة التنقل وفهم المصطلحات والعناصر التفاعلية ونظام الدفع والعملات وغيرها.
وفي هذه المرحلة يتم الاستعانة بمراجعين لغويين محليين؛ للتحقق من دقة الترجمة وسلامتها من الأخطاء النحوية أو التعبيرية. ويُراعى التوافق مع اللهجات المحلية والمصطلحات الشائعة؛ لضمان دقة المحتوى وسلاسته وفهمه من قبل الجمهور المستهدَف.
في هذه الخطوة يتم التحقق من سلامة الروابط وأزرار التفاعل باللغات المختلفة. والتأكد من عمل الموقع بشكل صحيح على مختلف الأجهزة والمتصفحات بعد إنجاز عملية التوطين.
في هذه الخطوة المهمة يتم فحص الامتثال لقوانين حماية البيانات والخصوصية في السوق المستهدف، مثل قوانين GDPR في أوروبا. ويتم التحقق من أن المحتوى لا يخالف القواعد الثقافية أو الدينية أو المجتمعية أو عادات وتقاليد المنطقة المستهدَفة.
إن توطين المنتجات ليس مجرد ترجمة، بل هو عملية شاملة تحتاج فهمًا عميقًا للثقافة والسوق المحلي وتفضيلات الجمهور المستهدَف. توطين المنتجات الناجح يمكن أن يشكِّل فارقًا كبيرًا في نجاح المنتج في السوق المستهدَفة وبين العملاء.
ويمكننا أن نعطي مثالًا بسيطًا لعملية توطين المنتجات وأهميتها في تكوين علاقة طيبة مع الجمهور، واكتساب ولاء العملاء وثقتهم.
إذا كنت ترغب في بيع تطبيق هاتف محمول في المملكة العربية السعودية مثلًا، فإنه يجب عليك:
إن توطين المواقع الإلكترونية وتوطين المنتجات والتطبيقات يعتبر استثمارًا ذكيًّا للشركات والمؤسسات التي تسعى إلى التوسع في الأسواق العالمية وحتى المحلية. فهو يفتح أبوابًا جديدة للنمو ويساعد على بناء علاقات قوية مع العملاء في جميع أنحاء العالم، ويجعلك قريبًا بما فيه الكفاية من عملائك وجمهورك المستهدَف ويمدك بالثقة لتكون مصدرًا من مصادر الأمان للعملاء.
لا تتوقف عملية توطين الموقع الإلكتروني أو توطين المنتجات عند نقطة تسليم الموقع؛ لأن الشركة المتخصصة في الترجمة والتوطين تقوم بخطوة نهائية تُسمى "التحديث المستمر بناء على الآراء المرجعية"، وفي هذه الخطوة يؤخذ في الاعتبار آراء العملاء ليتم تحسين الموقع وتطويره بناء على آراء وتفضيلات الجمهور بعد الاستخدام.
لأن توطين المواقع الإلكترونية وتوطين المنتجات يحتاج إلى فهم عميق للثقافة المحلية من قبل متخصصي التوطين واللغويين والمترجمين المخضرمين، وهذا أمر يستحيل أن يقوم به الذكاء الاصطناعي أو الترجمة الآلية.
يجب أن تراعي في اختيارك مقدم خدمة توطين المواقع الإلكترونية عدة عوامل، منها:
الخبرة في مجال التوطين.- الاختصاص اللغوي والدقة.- فهم الثقافات المختلفة.- التخصص في مجال عملك.- مراحل ضمان الجودة.- خطة التسعير.- مواعيد التسليم المحددة.- دعم العملاء بعد تقديم الخدمة.
تعليقك